الثلاثاء، 15 فبراير 2011

عبدالناصر يُبعث من رحم 25 يناير، ولكن...




وكما عودنا التاريخ على تكرار نفسه، ولم يكتفي بذلك، بل عايشنا وعشنا تلك المقولة من خلال ثورة 25 يناير المهيبة!
ولم يكتفي التاريخ بذلك، بل مازال في جعبته الكثير ليقدمه بشكل من إعادة الإنتاج لأحداث قديمة تتكرر في عصرنا الحالي، مع الإختلاف الكبير وعدم الإتفاق إلا في نقاط صغيرة، أو مع التشابه الكبير والإتفاق الأكبر ولكن بإخراج ورؤية جديدة وتسلسل أحداث أمتع، مع الحفاظ على المضمون!


وجميعنا يعلم اللحظة التاريخية التي مرت بها مصر وتحديداً بعد نكسة 1967، وقرار الزعيم الراحل "جمال عبدالناصر" بالتنحي عن الرئاسة، إلا أنه تراجع عن القرار بفرمان إمبراطوري فوري التنفيذ، من الشعب المصري حينها!


قرار الأمة المصرية وقتها، إتخذوه من مبدأ غاية في قوة الشخصية، وقمة في الكبرياء والكرامة، حيث أن الشعب المصري كان يرى أنه "ليست إسرائيل هي صاحبة قرار بقاء أو خروج عبدالناصر من الرئاسة، وليس عبدالناصر نفسه صاحب هذا القرار. القرار يعود للشعب نفسه، هو السيد في ذلك وصاحب الكلمة القاطعة الفاصلة في ذلك!"


وبعيداً عن الدخول في تفاصيل ذلك من تحليل وإستنتاجات، سندخل في موضوعنا.


في خبر جريدة الأهرام المصرية، اليوم بتاريخ 15-2-2011.
الخبر بعنوان : "البرادعي: الرئيس الجديد يجب أن يكون في الأربعينات أو الخمسينات" رابط الخبر

وربطاً بعنوان الخبر، نجد أن تصريح البرادعي النصي كان: "أتمني أن يكون رئيس مصر في الأربعينات أو في أوائل الخمسينات من العمر".
ولو كان إنتهي التصريح بتلك الجملة لما كنا كتبنا هذا المقال. ولكنه تبع ذلك بقوله: "لن أرشح نفسي بالطبع لرئاسة الجمهورية من تلقاء نفسي، وأنا لست راغبا فى أن أكون رئيسا للجمهورية". 
!!!!!!!!!!
على الرغم أنه قال "لست راغباً في أن أكون رئيساً للجمهورية"، إلا أنه يُناقض نفسه بالجملة التي قبلها "لن أرشح نفسي بالطبع من تلقاء نفسي"، مما يعني أن البرادعي سيترشح بلا شك، ولكن في حالة وجد رغبة من الدائرة التي حوله (سواء أنصاره ومحبيه، أو من الوسط الشعبي وخاصة شباب 25 يناير)!


وعلى الرغم من الإختلاف الكبير بين الزعيم القائد "جمال عبدالناصر"، وبين رئيس وكالة الطاقة الذرية السابق الدكتور "محمد البرادعي"، إلا أن ما قام به عبدالناصر وقراراه بالتنحي أشعل وأجج نار الحب والتمسك الأعمى من الجماهير والشعب بعبدالناصر، فهل ينجح البرادعي بفكر "الدبلوماسية الذكية"، وبزرع فكرة أنه "لن يرشح نفسه للرئاسة لعدم رغبته في المنصب في المقام الأول"
خاصة أنه ذكر: "هدفي إني أشوف بلدي انتقل من مسار الدول الديكتاتورية القمعية إلي دولة لحقت بركب الحضارة ودولة ديمقراطية".
وهذا يعني أن هدفه هو المساهمة بأي صورة وأي وسيلة في تحويل مصر إلى بلد متقدم ومتحضر وديمقراطي، وليس شرطاً أن يكون رئيساً للجمهورية!!


هل هيعرف أن يزرع الفكرة لدى ملايين المصريين، ويحثهم بصورة غيرة مباشرة لدفعه للتقدم لإنتخابات الرئاسة؟
ننتظر ونرى، لسه ياما في جرابك يا حاوي، تحكي لنا أحلى الحكاوي (كما نأمل).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق